“القنابل البيئية الموقوتة”: مزارع الدواجن تحاصر دوار حاسي البقر بسيدي بيبي وتقلق الساكنة
تعيش ساكنة دوار حاسي البقر، التابع لجماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها، على وقع استياء متصاعد وغضب شعبي بسبب الانتشار “العشوائي والمكثف” للبيوت المغطاة المخصصة لتربية الدواجن بالقرب من التجمعات السكنية. ويصف السكان هذه المزارع بأنها “قنابل بيئية وصحية موقوتة” تهدد سلامتهم ونظافة محيطهم.
حصار بيئي وروائح خانقة ويؤكد عدد من سكان الدوار، في تصريحات متطابقة، أن كثافة هذه المزارع وافتقار غالبيتها لمعايير السلامة الصحية والبيئية يسبب لهم أضراراً جسيمة. الروائح الكريهة هي الشكوى الأبرز، حيث تصدر انبعاثات قوية على مدار اليوم، خاصة خلال عمليات تفريغ المخلفات وغسل المزارع، مما يحوّل حياة السكان إلى جحيم، خصوصاً في فصل الصيف.
مخاوف صحية وغياب الرقابةيتجاوز قلق الساكنة الإزعاج إلى الخوف من التداعيات الصحية الخطيرة. فالقرب الشديد لهذه المنشآت من المنازل يثير مخاوف جدية بشأن التلوث البكتيري وتصريف فضلات الدواجن في الأودية أو المناطق المجاورة، مما قد يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والتربة.كما يبرز الخوف من انتشار الأمراض الحيوانية المنشأ (Zoonoses) في ظل وجود كثافة عالية للطيور، ويطالب السكان بضرورة تدخل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) لإجراء عمليات تفتيش صارمة على المسافات القانونية الفاصلة بين المزارع والمناطق السكنية وعلى شروط التعقيم وإدارة النفايات
حيث يجب إعادة النظر في تراخيص المزارع المخالفة للمسافات القانونية المحددة في المخططات التوجيهية للتهيئة.التطبيق الصارم للقوانين البيئية والصحية على جميع المستثمرين في القطاع.إيجاد حلول جذرية لنقل هذه المزارع بعيداً عن الكتل السكنية، أو فرض أنظمة صارمة لمعالجة المخلفات والروائح.
