أعمال التخريب في جماعة سيدي بيبي: الأضرار والجدل حول “جيل Z”
شهدت جماعة سيدي بيبي بإقليم اشتوكة آيت باها، جنوب أكادير، تصعيداً حاداً في سياق الاحتجاجات الأخيرة التي قادتها حركة “جيل Z” في مناطق مغربية مختلفة. حيث تحولت التعبيرات عن المطالب الاجتماعية إلى أعمال تخريب وإحراق واسعة طالت مؤسسات عمومية، مما أدى إلى شلل في الخدمات وتكبد خسائر مادية فادحة.
الهجوم والتخريب: خسائر في قلب الإدارة أبرز ما ميز أحداث سيدي بيبي هو التعرض المباشر للمقرات الإدارية والممتلكات العامة. وأكد مسؤولون محليون وشهود عيان أن مجموعة من الملثمين والمشاغبين قاموا بما يلي:إحراق مقر الجماعة: تم إضرام النيران في مكاتب ومصالح جماعة سيدي بيبي بشكل شبه كامل، مما أدى إلى تدمير الأرشيف الإداري والوثائق الرسمية للمواطنين بشكل فادح.
توقف المصالح: نتج عن الحريق شلل تام في جميع المصالح الحيوية، مثل الحالة المدنية وتصحيح الإمضاءات، مما عطل مصالح المواطنين.
تدمير المحجز الجماعي: تعرض المحجز البلدي (الفوريان) للحرق والتخريب، حيث أُتلفت فيه أزيد من 300 دراجة نارية وأكثر من 30 سيارة كانت محجوزة.
أضرار بممتلكات خاصة: امتد التخريب ليشمل ممتلكات خاصة، حيث تحدثت تقارير عن نهب وسرقة بعض محتويات المحلات التجارية والمكاتب.اتهامات بوجود “عصابات دخيلة” مندسين أثارت أعمال العنف والتخريب في سيدي بيبي، التي لم تكن ضمن المناطق التي دعت إليها حركة “جيل Z” رسمياً للتظاهر،
تساؤلات حول هوية الفاعلين. وقد صدرت شهادات لمواطنين محليين أكدت على:
الدخلاء والقاصرون: زعم بعض سكان المنطقة أن من قادوا أعمال الشغب كانوا “غرباء” عن الجماعة، وأن الأغلبية منهم كانوا قاصرين أو تحت تأثير مؤثرات عقلية (مهلوسات).
تشويه الحراك السلمي: أدان المواطنون هذه الأفعال، مؤكدين أنها تُمثل اعتداءً على الممتلكات العامة والخاصة، وتشوه طبيعة الاحتجاج السلمي والمشروع الذي يطالب بتحسين الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، وهي مشاكل تعاني منها سيدي بيبي بشكل خاص (مثل ضعف البنية التحتية وغياب الصرف الصحي).الدعوة إلى تطبيق القانون في أعقاب هذه الأحداث الكارثية، أكد مسؤولو الجماعة على ضرورة تطبيق القانون ومحاسبة كل المتورطين في أعمال التخريب وإضرام النيران، مشيرين إلى أن الخسائر المادية والمعنوية التي لحقت بالإدارة تضر أولاً وأخيراً بـ مصالح المواطنين وخدماتهم اليومية. وتُعد أحداث سيدي بيبي مثالاً بارزاً على كيفية انحراف بعض الاحتجاجات عن مسارها السلمي، وتحولها إلى أعمال عنف وتخريب.