|

آيت عميرة: صرخة عطش ومعاناة

تعيش منطقة آيت عميرة في إقليم اشتوكة آيت باها أزمة مياه حادة، تحوّلت إلى قضية رأي عام تسيطر على أحاديث الناس وفي وسائل التواصل الاجتماعي. عشرات الرسائل تصل يوميًا من السكان، جميعها تحمل شكوى واحدة: “الماء مقطوع منذ أيام، بل وأسابيع”.​المأساة تتفاقم بالنسبة للعمال الزراعيين الذين يشكّلون غالبية سكان المنطقة. فهم يعودون إلى منازلهم بعد يوم عمل طويل وشاق تحت أشعة الشمس الحارقة، فلا يجدون حتى قطرة ماء ليروا عطشهم أو يستحموا أو يطبخوا طعامهم.​السكان اليوم يطلقون نداء استغاثة، ويتساءلون عن موقف المسؤولين الذين ينعمون بالراحة في مكاتبهم المكيّفة، بينما يعاني الأهالي من العطش والإهمال.​عطش للماء وكرامة المواطن​أزمة المياه ما هي إلا جزء من مشكلة أكبر. فآيت عميرة تعاني أيضًا من تدهور الخدمات الأساسية، مثل ضعف قطاع الصحة، ونقص البنية التحتية، وتعثر التعليم، وسوء حالة الطرق، وغياب النظافة والصرف الصحي. بالإضافة إلى ذلك، تفتقر المنطقة للمساحات الخضراء ومرافق الشباب، ويعاني السكان من صعوبات في الحصول على تراخيص البناء والكهرباء.​أما القضية الأهم فهي ملف تمليك الأراضي السكنية وإنهاء ما يسمى بـ “أراضي الجموع”، وهو مطلب أساسي للسكان طال انتظاره.​آيت عميرة عطشانة للماء، لكن عطشها الأكبر هو للكرامة والعدالة، ولحقوق المواطنة الأساسية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *