المغرب يعزز مكانته الريادية عالميًا في مجال الفوسفاط عبر شراكة استراتيجية مع الهند
في خطوة استراتيجية تعكس المكانة العالمية للمغرب في سوق الفوسفاط، أعلن المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) المغربي عن توقيع عقد طويل الأمد مع شركة Paradeep Phosphates Ltd الهندية، يقضي بتزويدها بما يصل إلى 1.6 مليون طن سنويًا من الفوسفات الخام. تأتي هذه الاتفاقية لتعويض النقص الناتج عن تراجع صادرات الصين من هذه المادة الحيوية، ما يعكس دور المغرب المحوري كمزود موثوق للفوسفاط على الصعيد الدولي.يمثل الفوسفاط، الذي يُعد المغرب أكبر مصدر له في العالم، أحد الركائز الأساسية للصناعة الزراعية والاقتصاد العالمي. ويؤكد هذا العقد مدى قدرة المغرب على تلبية الطلب الدولي المتزايد على الفوسفاط الخام، وضمان استقرار أسواق الأسمدة العالمية، خصوصًا في ظل التقلبات التي يشهدها السوق العالمي.إن هذا التعاون الاستراتيجي يعكس ريادة المغرب في مجال الفوسفات ويبرز مساهمته الفاعلة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، عبر توفير مادة أساسية لتصنيع الأسمدة التي تلعب دورًا حيويًا في تحقيق إنتاج زراعي مستدام. كما يعزز هذا الاتفاق من موقع المغرب كشريك اقتصادي موثوق به، قادراً على إبرام شراكات طويلة الأمد مع أكبر الأسواق العالمية، بما يعكس قدرتها على الجمع بين التوازن الاقتصادي والاستراتيجية الجيوسياسية.ولا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون الإشارة إلى الرؤية المستقبلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي وضع تعزيز الاقتصاد الوطني وتنمية القطاعات الاستراتيجية على رأس أولويات المملكة، موجهًا المغرب نحو تنمية مستدامة وابتكار صناعي. كما لعب السيد الدكتور مصطفى التراب، المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، دورًا محوريًا في قيادة هذه المؤسسة الرائدة، من خلال تطوير استراتيجيات شاملة للتصدير، وتعزيز مكانة المغرب دوليًا، وتحفيز الابتكار الصناعي في قطاع الفوسفات.إضافة إلى ذلك، يمثل هذا الإنجاز فرصة لتعزيز القيمة المضافة للصناعات المغربية المرتبطة بالفوسفاط، بما يشمل الصناعات التحويلية والبحث العلمي والتقنيات الحديثة في إنتاج الأسمدة، وهو ما يعكس رؤية المغرب الطموحة لتعزيز التنمية المستدامة والمساهمة في الابتكار الصناعي على مستوى العالم.باختصار، يُجسد هذا العقد بين المغرب والهند نموذجًا فريدًا للشراكات الدولية المستدامة، ويُبرز الدور الريادي للمملكة المغربية في قطاع الفوسفات، مؤكداً على استراتيجيتها في الارتقاء بمكانتها الاقتصادية والدبلوماسية ضمن سلاسل الإمداد العالمية، وضمان استدامة تأثيرها في الاقتصاد الدولي، بفضل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة والبصيرة ، والمهنية للسيد المدير العام الدكتور مصطفى التراب.وكل الاطر و التقنيين المشتغلين بالمؤسسة
✍️ سمير أشقر