التبوريدة: حين يعانق الشباب تراث الأجداد
تعد ظاهرة ازدياد عشاق التبوريدة في صفوف الشباب أمرًا إيجابيًا ومهمًا يعكس التمسك بالهوية والتراث. هذا الشغف المتنامي لا يقتصر فقط على الفرجة والمتعة، بل يمتد ليشمل المشاركة الفعلية في هذا الفن العريق.أسباب ازدياد الشغف الاعتزاز بالهوية والتراث:
يرى الشباب في التبوريدة تجسيدًا لتاريخ أجدادهم، فهي ليست مجرد رياضة أو استعراض، بل هي جزء أصيل من تاريخ المغرب وتراثه، وقد أدرجتها منظمة اليونسكو في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، مما يزيد من مكانتها وأهميتها.

عنصر التجديد والاحترافية:
لم تعد التبوريدة مجرد “موسم” بسيط، بل تطورت لتصبح مهرجانات منظمة ومحترفة. هذا التطور ساهم في جذب الشباب، حيث يتم تنظيم مسابقات ومعايير دقيقة لتقييم العروض، مما يمنحها طابعًا تنافسيًا جذابًا.
الجانب الاقتصادي والسياحي:
بدأت التبوريدة تكتسب أهمية اقتصادية، حيث تساهم في إنعاش السياحة المحلية وجذب الزوار. هذا الجانب يشجع الشباب على الانخراط فيها، سواء كفرسان أو كمنظمين، نظرًا لما يمكن أن توفره من فرص.

الجانب الاجتماعي:
تعزز التبوريدة روح الانتماء والتعاون بين الشباب، حيث يتجمعون ضمن “السربات” (فرق الخيالة) للتدريب والاستعداد، مما يخلق بينهم روابط اجتماعية قوية.تحديات تواجه هذا الشغفعلى الرغم من هذا الإقبال، تواجه التبوريدة بعض التحديات، مثل التكاليف المادية الباهظة المرتبطة بتربية الخيول وتجهيزها وصيانتها، إضافة إلى تقلص المساحات المخصصة لإقامة المهرجانات بسبب التوسع العمراني.لكن الجهود مستمرة للحفاظ على هذا التراث وضمان استمراره، من خلال دعم الجمعيات والمهرجانات التي تهدف إلى نقل هذا الشغف من جيل لآخر.

