احتضار جبهة البوليساريو
بين دفء الاستقبالات الرسمية وتعقيد الحسابات الجيوسياسية في المنطقة، حطّ رئيس زيمبابوي، إيمرسون منانغاغوا، الرحال، السبت الماضي بالجزائر، للتوقيع على وحدة مواقف البلدين في دعم المشروع الانفصالي في الصحراء المغربية، في محاولة لإنعاش تحالفات تقليدية وإيديولوجية بدأت تتآكل تحت وقع المتغيرات الإقليمية والدولية، حيث أكد رئيسا البلدين دعمهما الثابت للانفصاليين في تندوف.
ويسارع النظام الجزائري الخطى من أجل احتواء توسع دائرة الدول، التي تدعم السيادة المغربية على الصحراء في القارة الإفريقية، باحثًا في دفاتر ماضيه عن بعض الحلفاء، على قلتهم، الذين ما زالوا يشاطرونه الرأي في قضية لم تعد تحظى بالإجماع الذي كانت عليه داخل الساحة القارية، مما يعكس، وفق عدد من القراءات، ارتباكًا دبلوماسيًا واضحًا ومحاولة يائسة لخلق رمزية سياسية بائدة في مشهد إقليمي ودولي أصبح أكثر ميلًا للحلول العملية وللدينامية التي تقودها الرباط داخل القارة.