|

المغرب يوقف فجأة نشاط المعابر التجارية مع سبتة ومليلية.. وصمت رسمي يزيد الغموض

قررت السلطات المغربية تعليق العمل في المعابر الجمركية التجارية مع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وسط استمرار عملية “مرحبا” الخاصة بعبور مغاربة العالم، في ذروة الموسم الصيفي الذي يشهد عادة حركة مكثفة بين ضفتي المتوسط.

القرار، الذي لم يصدر بشأنه أي بلاغ من الجانب المغربي، أثار ارتباكا في المدينتين، حيث اعتبر خوان خوسيه إيمبرودا، رئيس حكومة مليلية، أن “المعبر التجاري لم يعد قائماً”، مشيرا إلى أن الخطوة جاءت من جانب واحد، ودون أي تنسيق مع مدريد.

وفي محاولة لاحتواء الغضب المحلي، أوضحت وزارة الخارجية الإسبانية أن التوقيف مجرد إجراء مؤقت، يندرج ضمن الترتيبات المعتمدة خلال فترات الضغط الموسمي، وأكدت أن الاتفاق بين البلدين يتيح تعليق مرور البضائع في ظروف استثنائية.

رغم ذلك، أظهرت الأرقام الرسمية أن النشاط التجاري في معبر مليلية شهد تراجعاً بنسبة فاقت 20% مقارنة بصيف السنة الماضية.

كما عبّرت كونفدرالية أرباب المقاولات بالمدينة عن استيائها، متهمة المغرب بالتحكم في إغلاق المعبر وفتحه “وفق حسابات غير واضحة”، معتبرة أن هذا الوضع لا يعكس علاقات تجارية مستقرة على المستوى الدولي.

من جانب آخر، ذهبت بعض وسائل الإعلام الإسبانية، مثل صحيفة El Confidencial، إلى ربط الخطوة المغربية بتطورات سياسية داخلية في إسبانيا، من أبرزها مشاركة ممثل عن جبهة البوليساريو في مؤتمر الحزب الشعبي الإسباني، الذي يسيطر على المجالس المحلية للمدينتين، إضافة إلى توجه الحزب نحو مراجعة علاقاته مع بلدان الجنوب، وعلى رأسها المغرب.

ويُشار إلى أن المعابر الجمركية أعيد فتحها بداية هذا العام، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الإغلاق، وذلك في إطار تطبيع تدريجي للعلاقات بين الرباط ومدريد، عقب الأزمة التي تسبب فيها استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا سنة 2021.

وفي ظل غياب أي توضيح مغربي رسمي، تبقى قراءات المشهد متعددة، فيما يبدو أن الرباط تواصل التلويح بأوراقها على حدود سبتة ومليلية كلما استشعرت اهتزازاً في المواقف السياسية القادمة من مدريد.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *